اسباب الفلاح في القرآن الكريم

لا يفتر القرآن عن توجيه المسلمين نحو سبل النهضة والفلاح ،لذا فقد تحدث القرآن عن الفلاح في سور متعددة ليكون واضحا جليا في أذهان الناس يسعون لفعله ويسعدون بتحصيله .
ومن المواضع التي ورد فيها الحديث عن الفلاح في القرآن الكريم ما جاء في قوله تعالى : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (سورة آل عمران:104).
في هذه الآية أرشد الله تعالى أهل الإسلام إلى ما فيه فلاحهم عن طريق توجيههم ليكونوا حريصين على نقل الخير الذي أكرمهم الله بحمله إلى الآخرين وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله: : ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير قال الألوسي رحمه الله تعالى: الدعاء إلى الخير دعاء إلى ما فيه صلاح ديني أو دنيوي ويتمثل الفلاح أيضا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذلك يتحقق للمسلمين حماية أنفسهم من المعاصي ، والمساهمة في تقدم الإنسانية عن طريق الدعوة إلى الفضائل ونشرها .
وحتى ينجح المسلمون في نقل ما عندهم من خير للآخرين فعليهم أن يدركوا أن الدعوة إلى الخير من فروض الكفاية التي إذا تراخت الأمة عن فعلها ولم تنجح في القيام بها تحمل الجميع تبعات التقصير .
وهذا الوعي بموضوع فروض الكفاية يدفع المسلمين للقيام بكل ما يحتاجون له مما يسهم في صلاح دينهم ودنياهم هذا من جانب ومن جانب آخر ينبه المسلمين إلى أن فرض الكفاية ليس محصورا في أحكام صلاة الجنازة فقط بل لا بد من العلم بأن فروض الكفاية لها تعلقات في كل التخصصأت التي لا يستغني عنها الناس والتي من الواجب أن يتصدى المسلمون لمعرفتها ودراستها لمواجهة تحديات الحياة وعدم الإنسحاب منها .
فأهل الفلاح من منظور هذه الآية عرفوا موقعهم الحضاري فكانو ا مصابيح هداية وتفاعلوا مع الحياة بكل حيوية وعطاء وصدق فيهم قول الناظم:
قل للذي يبغي السعادة هل علمت من السعيد
إن السعادة أن تعيش لفكرة الحق المجيد
من عاش يحملها ويهتف باسمها فهو السعيد
عرف الإله فلم يعد في الشك يبديء أو يعيد
عرف المراد من الحياة فلم يعش عيش الشريد
وتفاعلا هو والحياة يفيدها ولها تفيد